أعمال اللّيلة الواحدة والعشرون
وفضلها أعظم مِن اللّيلة التاسعة عَشر، وينبغي أن يؤدي فيها الأعْمال العامة لليالي القَدر :
الأول: الغسل
الثاني: الإحياء
الثالث: الزيارة
الخامس: وضع المصحف عَلى الرأس
السادس: دعاء الجوشن الكبير
الرابع اصلاة ذات التَوحيد (سبع مرات)َ وقَد أكدت الأحاديث استحباب الغسل والإحياء والجّد في العبادة في هذه اللّيلة والليلة الثالثة والعِشرين وإنَّ لَيلَة القَدر هي احدهما وقَد سئل المعصوم(عليه السلام) في عدة أحاديث عَن لَيلَة القَدر أي الليلتين هي فَلَمْ يعّين بل قالَ: ما أيسر ليلتين فيما تطلب، أو قالَ: ما عَلَيكَ أن تفعل خَيرا في ليلتين. ونحو ذلِكَ.
وليبدأ من هذه الليلة في دعوات العشر الأواخر مِن الشّهر.
منها: هذا الدُّعاء عَن الإمام الصادق(عليه السلام) قالَ: تقول في العشرة الأواخر مِن شَهر رَمَضان كُل لَيلَة:
((أَعُوذُ بِجَلالِ وَجْهِكَ الكَرِيمِ أَنْ يَنْقَضِيَ عَنِّي شَهْرُ رَمَضانَ أَوْ يَطْلُعَ الفَجْرُ مِنْ لَيْلَتِي هذِهِ وَلَكَ قِبَلِي ذَنْبٌ أَوْ تَبِعَةٌ تُعَذِّبُنِي عَلَيْهِ)).
ايضاً كانَ الإمام الصادق(عليه السلام) يَقول في كُل لَيلَة مِن العشر الأواخر بَعد الفرائض والنوافل:
((اللَّهُمَّ أَدِّ عَنّا حَقَّ ما مَضى مِنْ شَهْرِ رَمَضانَ وَاغْفِرْ لَنا تَقْصِيرَنا فِيْهِ، وَتَسَلَّمْهُ مِنّا مَقْبُولا، وَلا تُؤاخِذْنا بِإِسْرافِنا عَلى أَنْفُسِنا، وَاجْعَلْنا مِنَ المَرْحُومِينَ وَلا تَجْعَلْنا مِنَ المَحْرُومِينَ)).
ايضاً كانَ الإمام الصادق(عليه السلام) يَقول في كُل لَيلَة مِن العشر الأواخر:
((اللَّهُمَّ إِنَّكَ قُلْتَ فِي كِتابِكَ المُنْزَلِ شَهْرُ رَمَضانَ الَّذِي اُنْزِلَ فِيْهِ القُرْآنَ هُدىً لِلْنَّاسِ وَبَيِّناتٍ مِنَ الهُدى وَالفُرْقانِ فَعَظَّمْتَ حُرْمَةَ شَهْرِ رَمَضانَ بِما أَنْزَلْتَ فِيْهِ مِنَ القُرْآنِ وَخَصَصْتَهُ بِلَيْلَةِ القَدْرِ وَجَعَلْتَها خَيْراً مِنْ أَلْف شَهْرٍ. اللَّهُمَّ وَهذِهِ أَيامُ شَهْرِ رَمَضانَ قَدْ انْقَضَتْ وَلَيالِيهِ قَدْ تَصَرَّمَتْ، وَقَدْ صِرْتُ يا إِلهِي مِنْهُ إِلى ما أَنْتَ أَعْلَمُ بِهِ مِنِّي وَأَحْصى لِعَدَدِهِ مِنَ الخَلْقِ أَجْمَعِينَ فأَسْأَلُكَ بما سَأَلَكَ بِهِ مَلائِكَتُكَ المُقَرَّبُونَ، وَأَنْبِياؤُكَ المُرْسَلُونَ، وَعِبادُكَ الصّالِحُونَ أَنْ تُصَلِّي عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَأَن تَفُكَّ رَقَبَتِي مِنَ النّارِ، وَتُدْخِلَنِي الجَنَّةَ بِرَحْمَتِكَ، وَأَنْ تَتَفَضَّلَ عَلَيَّ بِعَفْوِكَ وَكَرَمِكَ، وَتَتَقَبَّلَ تَقَرُّبِي، وَتَسْتَجِيبَ دُعائي، وَتَمُنَّ عَلَيَّ بِالأَمْنِ يَوْمَ الخَوْفِ مِنْ كُلِّ هَوْلٍ أَعْدَدْتَهُ لِيَوْمِ القِيّامَةِ. إِلْهِي وَأَعُوذُ بِوَجْهِكَ الكَرِيمِ، وَبِجَلالِكَ العَظِيمِ أَنْ يَنْقَضِيَ أَيّامُ شَهْرِ رَمَضانَ وَليالِيهِ وَلَكَ قِبَلِي تَبِعَةٌ أوْ ذَنْبٌ تُؤاَخِذُنِي بِهِ، أوْ خَطِيئَةٌ تُرِيدُ أَنْ تَقْتَصَّها مِنِّي لَمْ تَغْفِرْها لِي سَيِّدِي سَيِّدِي سَيِّدِي أَسْأَلُكَ يا لا إِلهَ إِلا أَنْتَ إِذْ لا إِلهَ إِلا أَنْتَ إِنْ كُنْتَ رَضِيْتَ عَنِّي فِي هذا الشَّهْرِ فَازْدَدْ عَنِّي رِضىً، وَإِنْ لَمْ تَكُنْ رَضِيتَ عَنِّي فَمَنْ الانَ فَأرْض عَنِّي يا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ، يااللّهُ يا أَحَدُ يا صَمَدُ يا مَنْ لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفْوا أَحَدٌ. وأكثر من قول: يا مُلَيِّنَ الحَدِيدِ لِداوُدَ عَلَيْهِ السَّلامُ، يا كاشِفَ الضُّرِّ وَالكُرَبِ العِظامِ عَنْ أَيّوبَ عَلَيْهِ السَّلامُ، أَي مُفَرِّجَ هَمِّ يَعْقُوبَ عَلَيْهِ السَّلامُ، أَيْ مُنَفِّسَ غَمِّ يُوسُفَ عَلَيْهِ السَّلامُ، صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ كَما أَنْتَ أَهْلُهُ أَنْ تُصَلِّيَ عَلَيْهِمْ أَجْمَعِينَ، وَافْعَلْ بِي ما أَنْتَ أَهْلُهُ، وَلا تَفْعَلْ بِي ما أَنا أَهْلُهُ)).
ايضاً كانَ الإمام الصادق(عليه السلام) لَيلَة احدى وعَشرين مِن شَهر رَمَضان فقالَ لي: ياحماد اغتسلت ؟ فقلت: نعم جَعَلتَ فداك، فدعا بحصير. ثم قالَ إلي لزقي فصّل فَلَمْ يزل يصلي وانا أصلّي الى لزقه حتى فرغنا مِن جميع صلواتنا ثم أخذ يدعو وأنا أؤمِّن عَلى دعائه الى أن اعترض الفَجر فأذن وأقامَ ودعا بعض غلمانه فقمنا خلفه فتقدم فصلّى بنا الغداة فقرأ بفاتحة الكتاب وإنّا أَنزَلناهُ في لَيلَة القَدر في الأولى وفي الركعة الثّانِيَة بفاتحة الكتاب وَقُلْ هُوَ اللّه احد فلمّا فرغنا مِن التسبيح والتحميد والتقديس والثناء عَلى اللّه تَعالى والصلاة عَلى رسول اللّه(صلى الله عليه وآله وسلم) والدُّعاء لجميع المؤمنين والمُؤمِنات والمسلمين والمسلمات خرَّ ساجداً لا أسمع مِنهُ إِلاّ النّفس ساعة طويلة ثم سمعته يَقول: ((لا إِلهَ إِلا أَنْتَ مُقَلِّبَ القُلُوبِ وَالاَبْصارِ...)) الى آخر الدُّعاء المروي في(الاقبال).
وروى الكليني انه كانَ الإمام الباقر(عليه السلام) اذا كانَت لَيلَة احدى وعَشرين وثلاث وعَشرين اخذ في الدُّعاء حتى يزول الليل(ينتصف) فأذا زال الليل صلّى.
وَروي أن النبي(صلى الله عليه وآله وسلم) كانَ يغتسل في كُل لَيلَة مِن هذا العشر، ويُستَحب الاعتكاف في هذا العشر ولَهُ فضل كثير وهُوَ أفضل الأوقات للاعتكاف، وَروي أنه يعدل حجتين وعمرتين وكانَ رسول اللّه(صلى الله عليه وآله وسلم) اذا كانَ العشر الأواخر اعتكف في المسجد وضربت لَهُ قبة مِن شعر وشَمَّر المئزر وطوى فراشه.
واعلم أنَّ هذه لَيلَة تتجدد فيها أحزان آل مُحَمَّد وأشياعهم ففيها في سنة أربعين مِن الهجرة كانَت شهادة مولانا أمير المؤمنين صَلَواتُ اللّه عَليهِ، وَروي أنه ما رفع حجر عَن حجر في تِلكَ اللّيلة إِلاّ وكانَ تحته دما عبيطا كما كانَ لَيلَة شهادة الحسين(عليه السلام).
وقالَ المفيد(رض): ينبغي الإكثار في هذه اللّيلة مِن الصلاة عَلى مُحَمَّد وآل مُحَمَّد والجّد في اللّعن عَلى ظالمي آل مُحَمَّد(عليه السلام) واللّعن عَلى قاتل أمير المؤمنين(عليه السلام).
|